الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم

2٬432

حوار أجرته د. أمل درويش


من بيت الحب بيت الإبداع زهرة صغيرة بزغ برعمها مشرقًا متفتحًا يتجه صوب شعاع الشمس.. ولا يغيب معه..

واختار البرعم طريقة أخرى للتعبير عن فرحته بالنور، فاقتبس منه شعاعًا يترجم لغة الحروف، يرسم بها قصصًا وحكايات نحكيها في ترويقة ببيروت، وربما ننتظر حتى اليوم الخامس..

من أب كويتي هو الكاتب الأستاذ فؤاد الهاشم وأم لبنانية هي الكاتبة والناقدة والصحفية الأستاذة عواطف الزين نشأت المخرجة فرح الهاشم.. التي سلكت طريقًا منفردًا اختارته لنفسها فبدأت بالعمل كمستشارة دبلوماسية لبعثة الكويت لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وقدمت أول أفلامها الفيلم القصير (7 ساعات) الذي قامت فيه بعمل جولة في 31 مدينة حول العالم وحصل على جائزة أفضل فيلم عربي قصير في مهرجان الفيلم الأوروبي عام 2014، كما حصل على جائزتي أفضل تمثيل وأفضل سيناريو في مهرجان سانتا مونيكا السينمائي في كاليفورنيا.

  • لماذا اخترتِ فن الإخراج؟ وما هي تطلعاتك وأحلامك في هذا المجال؟

أحب صناعة الأفلام بشكل عام وأحب أن أسرد القصص بشكل خاص وأحاول أن أصنع سينما لها معنى، حتى إن كانت المحاولة صعبة وأشعر بأن لكل مرحلة أفلامها، لذلك لن أتوقف عن صناعة الأفلام.

اخترت السينما لأنني أحب الصورة وأحب السينما منذ صغري وأعتبر أن السينما هي جزء مهم من حياتنا ووسيلة تسلية وسيلة تعليمية أيضا لتغيير حياة الناس.

تطلعاتي وأحلامي مختلفة؛ أحلامي بأن أصنع أفلامًا اكثر جرأة وأتحدث عن كل مواضيع الحياة سواء السعيدة منها أو السيئة.. بمعنى أنني أريد أن أكسر جميع الحواجز سواء حواجز دينية أو سياسية أو نفسية أو عاطفية لا أحب الرقابة ولا أحب المحاسبة وأشعر بأن هذه الحياة هي فرصة لنا لاختبار أنفسنا بكل الطرق والتعلم منها.

  • الحياة في بيئة تستنشق شذى الحروف أدبًا وشعرًا كيف شكلت شخصيتك؟

الكتب شكلتني .. الدراسة في الجامعات الامريكية، الحياة في نيويورك قلبتني رأسا على عقب وبيروت أيضا ساهمت في جرأتي وحريتي وطلاقتي في الحديث.

أما أمي فساهمت في ذلك كله لأنها دعمتني بكل قوة مع أن حياتي لم تكن سهلة – حتى هذه اللحظة- إلا أنني قررت بأن أسلك طريقًا صعبًا جدا أن أكون مستقلة عن أفكار مجتمعية معينة وأن أخلق طريقًا مختلفًا لي في السينما والصحافة والحياة الأكاديمية .

أنا أعلم بأنني مختلفة ولا أفكر ككويتية تقليدية ولا أفكر كلبنانية تقليدية وأعتقد أن هذا الخليط ساهم في تكويني وأفكاري بشكل عام.

  • حدثيني عن أولى تجاربك الفنية ترويقة في بيروت..

“ترويقة في بيروت” أعتبر تصويره من أصعب الظروف التي تصور فيها فيلم وما حدث خلف الكواليس كان يستحق أن يكون فيلمًا بذاته، لذلك عملت “أسرار بيروت” على يوتوب وهو كل الفيديوهات واللقطات التي صورتها بين مشهد ومشهد لفيلم ترويقة في بيروت ولم أضعها في الفيلم. هذه اللقطات كانت مجرد هفوات أو حوارات حقيقية بلا سيناريو أو مونتاج أوحتى ميكروفون لذلك عفويتها هي سر قوتها.

ترويقة في بيروت كشف لي وجوهًا كنت أعمل معها وكشف لي نوايا أصدقاء وقربني من أشخاص في الوسط الفني وعرفني أكثر على نوعية معينة من الجمهور الذي أعتبره مقسومًا ما بين من يحب الحقيقة ومن لا يحب الحقيقة.

تعرض هذا الفيلم لهجوم كبير يقابله نجاح رهيبفي كل مرة كان يعرض فيها بصالة كانت تضج بالناس مع انه قد تم تصويره بكاميرا واحدة بدون أجهزة صوت محترفة وكنت في ظروف مادية صعبة وفريق العمل كانوا أصدقاء ومعارف ولكن ردة الفعل الحقيقية التي أطلقت الفيلم هي الإعلام المصري ومن دون مجاملة .

نجاح الفيلم في مهرجان الإسكندرية والجو الإعلامي المصري الذي دعم الفيلم “بحق وحقيقي” جعل الإعلام اللبناني ينطق..

عدتُ الى بيروت بعدها وكل الناس تهنئني بعد ما تعرضت له من هجوم،

في هذه اللحظة شعرتُ بأنني سينمائية حقيقية خصوصًا أنه تم تقدير الفيلم في مصر في مهرجان الإسكندرية وفي القاهرة عرض في المركز القومي للسينما وفي درب 1718 وتعد القاهرة عاصمة السينما والفن في الشرق الأوسط والشعب المصري مثقف سينمائيا..

كما تم عرض الفيلم ٤ أو ٥ مرات في المركز القومي للسينما – ولمست حب رهيب للفيلم من الناس التي كانت تجلس على الأرض لتشاهد الفيلم بسبب ضيق المكان ولم تنصرف عنه.. ردة الفعل العامة من الجميع وصفت الفيلم بالحساس والعفوي لأنه يتحدث عن علاقتنا مع المدن سواء كانت بيروت أو القاهرة أو دمشق كلنا عندنا علاقة حب وكره مع المدن وهذا ما حاولت أفهمه في فيلم ترويقة في بيروت.

ترجم الفيلم للإيطالية وتم عمل مهرجان تحت اسمه – مهرجان ترويقة في بيروت في مدينة تريفيزو في البندقية (ايطاليا) لمدة ٣ اشهر وعرض يوميا للجمهور الإيطالي، وتم تكريمه من قبل بلدية تريفيزو

كما قامت السيدة ايناس القرشي صاحبة معرض ميد ان آرت جاليري في البندقية وعرضت الفيلم خلال فعاليات البينالي ما بين عامي ٢٠١٥- ٢٠١٦

كما ترجم الفيلم إلى الفرنسية والعربية والإنجليزية ومتوفر للمشاهدة وإن شاء الله توجد خطة لعرضه على نتفليكس.

 كتابة السيناريو والإخراج في حضورالكاتبة والناقدة الأستاذة عواطف الزين “والدتك” كيف كانت التجربة وهل كانت هناك اختلافات في الرؤى وقت تنفيذ العمل؟

كل السيناريوهات التي أكتبها تتم مناقشتها مع الوالدة لأنها الناقدة الأولى لأعمالي ومع إبداء رأيها وملاحظاتها أول شيئ أتضايق متل الأطفال ثم أرضخ لأنها معها حق في كل شيئ تقوله فهي قبل أن تكون صحفية ،كاتبة هي ناقدة مسرحية وسينمائية منذ الثمانينات في الكويت أيام مهرجان التليفزيون وكتبت تقريبا عن كل الأعمال المصرية واللبنانية وقتها وحتى الآن نظرتها لا تخطئ.

  • ماذا حدث في اليوم الخامس؟

جاءني الوحي أن أعمل فيلم عن البحث الذي كنت أقوم بعمله للماجستير لجامعة السوربون عن انتحار المخرجين وتناقشت مع مدير البحث ووافق أن أعمل فيلمًا، وبعد عمله أُعجب به، بكل بساطة شعرت بأنه من المهم أن نعمل فيلمًا عن الرغبات الدفينة التي نشعر بها في بعض الأوقات ولا نتحدث عنها في الملأ – مثل الانتحار، ولكن هذا الفيلم ركز بشكل أساسي عن حالتين وهي حالة المخرج الفرنسي جان أوستاش والبلجيكية شانتال أكرمان الاثنين انتحروا واحد بالرصاص والثانية بعد وفاة أمها.

ولاقى هذا الفيلم اعتراض البعض خاصة في الكويت لما طرحته في العمل من أسئلة وجودية، عن وجود الله والهدف من خلق البشر، والتساؤل عن الانتحار إذا ما كان جريمة أم لا!!

وهذا ما سبب الاعتراض، واتُهمت بأنني أؤثر على فكرة الحلال والحرام وهذا ما لم أطرحه أو أسعى إليه، ولكنني أطرح تساؤلات في مواضيع لا يقبل الناس الاقتراب منها ويعتبرونها جريمة.

  • لا شك أن الأجيال الحالية تختلف في رؤيتها ونظرتها للأوضاع المحيطة السياسية والاجتماعية عن نظرة جيل الآباء والأجداد.. كيف استطعتِ نقل ذلك من خلال أعمالك؟

أنا لا أشبه هذا الجيل الحالي وأعلم أن هناك اختلافا ولكنني أعتبر نفسي من الجيل الضائع جيل الثمانينيات والتسعينيات الذي ما زال يحبس نفسه بالنوستالجيا ما قبل السوشيال ميديا ورافضين بتاتا هذا الواقع الحالي. أنا بطبيعة الحال شخصيتي شفافة ومباشرة وهذه الشخصية ربما جعلتني أخسر الكثير من الأشخاص، ولكنني اكتسبت فيها احترام الناس حتى ولو لم يتفقوا معي – ما نحتاجه حاليا هو الشفافية في كل شيئ، يعني أعتقد أن ما ينقصنا في الواقع الحالي هو نظرة وسطية، (خصوصا في السياسة وصلنا لمرحلة يا ضد قطر يا ضد السعودية يا ضد ايران يا ضد اليمن ما في حل وسط بأي شيئ ولا في تقدير للرأي والرأي الآخر والحدة في كل شيئ موجودة ونحن وصلنا مرحلة الخطر).

  • الانفتاح على ثقافات وعادات أكثر من بلد.. كيف شكلتك تفكيرك ونظرتك للحياة؟

 البشر هم أنفسهم في كل مكان لا يوجد اختلاف في أي شيئ مجرد اللغات هي الفرق أو طريقة اللبس،  فمثلا شيش برك اسمه لحم بعجين والمصقعة اسمها طاجن في مكان تاني والحمص في لبنان وسوريا اسمه نخي في الكويت، والحب هو حب والدين والتطرف والزواج والاغتصاب والتحرش والتخلف السياسي والرياضة والتشويه الثقافي كله موجود في كل مكان من أمريكا لأوروبا والعالم العربي..

يمكنك أن تأتي بفرنسي وأمريكي وكويتي ولبناني ومصري وسوري ويمني وسوداني وتسألهم عن وضعهم المالي والنفسي والسياسي وسوف يجيبونك بنفس الجواب “نحنا مش راضيين”.

فالانفتاح يساعدنا كبشر أن نفهم أننا نفس الشيئ في كل مكان ولا يجب أن نترك جنسية او لكنة تغير معاملتنا مع بعضنا البعض.

 التقنيات الحديثة المبهرة.. هل ساهمت في سرقة روح العمل والممثلين؟

حسب تجربتي السوشيال ميديا ساهمت في إظهار أعمالي، حتى وإن لم أحصل على دعم مالي مستمر وصورت أفلام بأحدث كاميرا تليفون الآيفون الذي يسهل عملية التصويرفي بعض الأوقات،

ووجود منصات  مثل نتفليكس وهولو بلس وشاهد وغيره كل ذلك يعطي فرص للفنانين تشتغل فلم لا.. كله إيجابي!

  • برهان بيروت.. مفاجأة جديدة!!! حدثينا عن هذا العمل ومتى تنتهي منه؟

فيلم عن برهان علوية وأعماله كيف قدم الحرب الأهلية وكيف تحدث عن الحب والهوية اللبنانية بأفلامه.. ولكن من خلال إعادة إحياء لبيروت التي أحبها وأيام بيروت في الثمانينات، أو بيروت التي كانت منبعًا للمقاومة الوطنية والقضية الفلسطنيية _حينما كانت حديثة_ في محاولة مني لأرشفة تاريخ مهم من السينما اللبنانية المستقلة برهان علوية عمل أفلامًا بطريقة تاريخية أرّخت حياته من الألف إلى الياء وهذا العمل أيضا موازي لبحث الدكتوراه الحالي الذي أعمل عليه في جامعة جان مولان في مدينة ليون.

  • ما هي مشاريعك القادمة؟

بيروت برهان ٢٠٢٢

كتاب مذكراتي ( بلا عنوان ) ٢٠٢٣

وفيلم في باريس عن مصورة فوتوغرافية تعشق شاعر والاثنان عندهما حب وكبرياء في مدينة باردة  صعبة كباريس أشعر أن هذا الفيلم هو نوع من فيلم القصيدة أعبر فيها عن مشاعري المتضاربة لمدينة باريس لأنها بدأت تشبه بيروت بسلبياتها وإيجابيتها.

من أعمال المخرجة والكاتبة فرح الهاشم:

  • فيلم مارلين مونرو في نيويورك 2011

الاختيار الرسمي في مهرجان وسط فلوريدا السينمائي

  • فيلم الفراولة 2012

تم عرضه لأول مرة في استوديوهات وارنر براذرز 2012

فيلم 7 ساعات  2013

حائز على جائزة “أفضل فيلم عربي قصير” في مهرجان ECU السينمائي باريس 2014

حصل على جائزة “أفضل سيناريو” في مهرجان سانتا مونيكا السينمائي 2013

حصل على جائزة “أفضل تمثيل” في مهرجان سانتا مونيكا السينمائي 2013

مهرجان كابريوليه السينمائي الرسمي

فيلم ترويقة في بيروت 2015

كاتبة ومخرجة ومنتجة ومصورة سينمائية

رشح لمهرجان الفيلم اللبناني بأستراليا عام 2015

حصل علي جائزة أفضل فيلم – وزارة الثقافة – لبنان 2015

شهادة تقدير – مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم – مصر 2015

إفطار في مهرجان بيروت للفنون – 2015-2016 في البندقية – مهرجان مخصص لتكريم الفيلم. 3 أشهر عرض مستمر في البندقية وروما

تم عرضه لأول مرة في لبنان وباريس وروما ومصر مع ليالي منزلية كاملة.

  • فيلم هذه الأشياء الصغيرة 2018

الاختيار الرسمي مهرجان مسقط الدولي للسينما 2018

الاختيار الرسمي لمهرجان بيروت الدولي للمرأة لعام 2018

اختيار مهرجان النمسا السينمائي الرسمي 2018

الاختيار الرسمي لمهرجان الفيلم السينمائي في فانكوفر 2018.

رشح كفيلم المرأة لعام 2018 حسب راديو بي بي سي

  • فيلم نساء الكويت 2018
  • فيلم اليوم الخامس 2019

 

Visited 92 times, 1 visit(s) today
تعليق
  1. […] الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم […]

  2. […] الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم […]

  3. […] الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم الجمهورية والعالم تلتقي بفنانة الكاريكاتير الكويتية سارة النومس الجمهورية والعالم تحاور الشاعر الجزائري علاء الدين قسول […]

التعليقات متوقفه