الإمبراطور ” قسطنطين ” جعل المسيحية الديانة الرسمية للبلاد، فكان بذلك أعظم نصير لها في الأرض .
الرهبنة فى المسيحية ظهرت فى عهد الإمبراطور قسطنطين ، و راجت في مصر
كتبت – الباحثة فريدة شعراوي
بمعركة “ أكتبوم ” سنة ٣١ ق . م . و التى كانت نتيجتها هزيمة كيلوباترا و أنطونيوس، و إنتصار أكتافيوس و استيلاء الرومان على مصر جملة. ، و قد لقب ب ” أغسطس ” و استولى على مصر سنة ٣٠ ق . م . فكانت ثمرة انتصاره، و لذلك اعتبرها جزءا من أملاكه الخاصة.
و دخلت مصر باستيلاء الرومان علبها عهد خمول سياسى طويل امتد نحو ٦٧٠سنة ( من ٣٠ ق . م . إلى ٦٤١ ق . م . ) لم يكن لها فيه شأن يذكر في التاريخ بل كانت بمثابة حقل لإنتاج الحبوب و تصديرها روما، لسد أهم جزء من الخراج.
و فى هذا الزمن كثرت الفتن و الثورات الداخلية بسبب اختلاف عناصر السكان و مذاهبهم في أنحاء مصر، خصوصا الإسكندرية.
فكانت فى أول الأمر بين الإغريق و اليهود، حيث قام اليهود بذبح كل من وصلت إليه أيديهم من الإغريق و طاردوهم، فالتجئوا إلى مدينة الإسكندرية حيث انتقموا لانفسهم ممن عثروا عليه من اليهود داخل المدينة، و استمر القتال بينهم، و انتهى الامر بطرد اليهود إلى الصحراء .
الدين المسيحى كان قد دخل الديار المصرية من زمن بعيد على يد القديس ” مرقس ” وضعت له صورة من مخطوطة، فوجد فى مصر أرضا خصبة، فكانت أول أرض قوى شأنه فيها، و دخل فيه أناس كثيرون ، وبدخول الديانة المسيحية فى مصر ، فشا النزاع بين المسيحيين و الوثنيين، ثم انتقل إلى الطوائف المسيحية ذاتها بتعصب الحكومة الرومانية إلى فريق دون الآخر.
بقيت البلاد على هذا الضعف حتى أتى ” دقلديانوس ” المتولى سنة ٢٨٤ م . حيث قام بإصلاح مالية اليلاد و نظم ضريبة الغلال، فخصص جزءا منها لرومية، و جزءا لبذر الأرض، و الثالث لأهل الإسكندرية، إعانة لهم على ما نالهم من التخريب بسبب كثرة الثورات و القلائل، فعظم ذلك الجميل فى أعين الاسكنداريين و قدروه، فأقاموا عمودا جميلا بالمدينة، تذكارا لهذا الملك الشفيق ،يعرف بعمود السوارى و لا يزال هذا العمود بالإسكندرية.
لم تستمر طويلا تلك السكينة التى سادت البلاد على يد دقلديانوس، حيث انقلبت فى أواخر أيامه إلى اضطرابات شديدة في أنحاء مصر بسبب اضطهاده للمسيحيين، فذبح منهم عددا عظيما في جميع أنحاء البلاد، و قد ترك عصر دقلديانوس أثرا كبيرا في نفوس الأقباط حتى أنهم سموه ب ” عصر الشهداء ”
بقى المسيحيون في اضطهاد حتى تولى الملك ” قسطنطين ” و من أهم أعماله أنه جعل المسيحية الديانة الرسمية للبلاد، فكان بذلك أعظم نصير لها في الأرض منذ وجدت، و إن كان لم يحرم الوثنية.
فكان يظن بذلك، أن البلاد سيسودها الاستقرار حتى ظهر فى مصر الخلاف بين الطوائف المسيحية المختلفة، و استفحل امره شيئا فشيئا بسب تعصب ملوك بيزنطة “العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية _ قسطنطينية ” لمذهب الأقلية و عدم احترامهم لمذهب الأغلبية ، و كانوا يلاقون اضطهادا كثيرا.
فزادت كراهتهم لحكم الرومان، و سهل ذلك عليهم في القرن السابع الميلادي الاستسلام لحكم الفرس ثم الترحيب بالعرب.
و فى عهد قسطنطين ظهرت الرهبنة فى المسيحية لأول مرة، و راجت في مصر رواجا كبيرا و انتظم كثيرا من الناس فى سلك الاديرة هروبا من الخدمة العسكرية و فرارا من الضرائب الباهظة. . اللعب بالدين من أجل أغراض دنيوية.
[…] أما عرض هذا التمثال فيبلغ حوالى 19.3 م، ويصل ارتفاع التمثال من سطح الأرض حتى الوصول إلى قمة رأس التمثال ما يقدر بحوالى 20 متراً. اقرأ أيضا:الإمبراطور ” قسطنطين ” جعل المسيحية الديانة الرسمية ل… […]