بين قتلي ومفقودين.. الهجرة غير الشرعية طريق الهروب من الحياة الي الموت

نجاة أبوقورة – 

يغامر الكثير بحياته املا في الوصول الي الشاطئ الآخر بحثا عن حياة جديدة، بينما قد تنتهي حياته في اعماق البحار تارة، أو وصولا الي شاطئ النجاة جثة هامدة احيانا اخري، وقليل منهم من يصل الي وجهته ويعيش حياة أكثر تعقيدا من تجربته الأولي.

كان قد ابتلع البحر الأبيض المتوسط مالا يقل عن 70 مهاجرا خلال الأسبوعين الماضيين، حسبما افادت “المنظمة الدولية للهجرة” من طرابلس مؤكدة بأن حادثي غرق لسفينتين علي الأقل وقعا قبالة سواحل ليبيا ولا يُعْرف عنهما شيئا.

وأوضحت المنظمة بأن قاربا كان يقل 25 مهاجرا انقلب في 12 مارس الماضي قبالة سواحل طبرق “الجزء الشرقي من ليبيا باتجاه الحدود مع مصر” حيث أنقذت السلطات “6 مهاجرين” وانتشلت “7 جثث” بينما لا يزال 12 آخرون في عداد المفقودين، فيما يعود تاريخ غرق السفينة الأخري إلي 27 فبراير، عندما انقلب قارب من الألياف الزجاجية بعد 4 ساعات من مغادرته ميناء صبراتة “الجانب الغربي من ليبيا” بسبب الأمواج العالية جدا، ولم يتم العثور علي ناجين، حيث وصلت 15 جثة من بينها طفل حديث الولادة إلي الشواطئ في الأيام التالية، ولا يزال نحو 35 مهاجرا في عداد المفقودين”.

هذا وتدل المؤشرات ان قضية المهاجرين تنحصر في ليبيا وتونس بشكل كبير، فيما لم تتوقف ايضا من تركيا إلي سواحل لامبيدوزا وصقلية وسردينيا وكالابريا ومالطا إلا في أيام البحار الهائجة، بينما تؤكد الإحصاءات اليومية أن عمليات الإنزال المستقلة أو بعد عملية الإنقاذ من قبل السفن الإنسانية أو العسكرية أو التجارية مستمرة.

ايطاليا تسجل وصول قرابة 7 آلاف مهاجرا منذ بداية 2022

بدأ العام الجديد 2022 منذ شهرين وبضعة ايام، حيث اعلنت السلطات الإيطالية وصول ما يقرب من الـ 7 آلاف مهاجرا لديها حتي الآن، بينما كان هناك “6041 مهاجرا” في نفس الفترة من العام الماضي.

ونوهت تقارير اعلامية الي الاسباب التي تؤدي الي الهجرة لا سيما حالة الطوارئ الانسانية الخطيرة لـ”لاجئين أوكرانيين” مشيرة الي اشخاص وراءهم قصص عن العنف والقمع، أو لاجئين من الحروب المنسية في أفريقيا والشرق الأوسط أو مهاجرين فارين من الفقر والجوع.

اكثر من 1500 مهاجر لقوا حتفهم العام الماضي وقرابة 500 آخرين منذ 2022 حتي الآن

من جانبها فقد اكدت “المنظمة الدولية للهجرة” فيما يتعلق بالقتلي والمفقودين “وسط البحر الأبيض المتوسط” 193 خسارة في الأرواح البشرية من بداية العام 2022 إلي 12 من شهر مارس، اضافة الي 19 سفينة غرقت في 12 مارس قبالة سواحل طبرق، ليفقد 212 شخصا ارواحهم، بينما اشارت تقارير المنظمة الي انه كان هناك 1553 في عام 2021 بأكمله.

وأضافت تقارير المنظمة الي أنه منذ بداية العام أعاد “خفر السواحل” ما لا يقل عن 3091 مهاجرا من بينهم 117 قاصر، مقابل ما يزيد عن 32 الفا في العام السابق بأكمله، مشيرة الي أكثر من نصف الوفيات هذا العام في وسط البحر الأبيض المتوسط كما يقول رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، فيديريكو سودا، تم تسجيلها بالقرب من الساحل الليبي.

الجدير بالذكر ان المنظمة الدولية للهجرة، اعلنت مواصلتها الدعوة إلي التعاون الدولي لإنقاذ الأرواح ومنع وفيات المهاجرين.