اوروبا – نجاة ابو قورة –
بعد ان كشف القناع عن ديمقراطية الغرب الزائفة ومن يدعون حقوق الانسان، تلك العصا التى تستخدمها الدول الأوربية وجعلها سيف مسلط على رقاب بعض الدول، ليس إلا محاولة ممجوجة لابتزازهم، فقد أظهرت الحرب الروسية على اوكرانيا حقيقة الإعلام وأنه مجرد سلعة تثبت انعدام نظرية الإعلام المحايد.
كانت قد اندلعت الحرب “الروسية الأوكرانية” بعد محاولة حزب الناتو والذى يضم ٢٢ دولة من ضم اوكرانيا اليه، والتي تقع على حدود روسيا حيث اعتبرته تهديد لأمنها القومى.
هذا وقد تناول الإعلام الغربى، تلك الحرب القائمة بين “روسيا وأوكرانيا” بطريقة موجهة، حيث أكدت التغطية الإعلامية الغربية مدي العنصرية والكيل بمكيالين فى نشرها للأحداث، حيث ادعت تلك الدول ديمقراطية زائفة، وأنها حامى حقوق الإنسان، علي غير الحقيقة التي تثبت انها جاهل عنصري وان النقاشات الغربية باتت متطرفه يمينيا، حتي اصبح الخطاب العنصري بلا قيود، فماذا يعنى ان اوكرانيا ليست العراق اوسوريا او أفغانستان.
كما رصدت عدسات الصحافة والإعلام تدفق آلاف اللاجئين الأوكرانين على الحدود البولندية واستقبالهم بكل حفاوة، فى الوقت الذى يقف فيه أطفال سوريا والعراق عند تلك الحدود، وقد علق مراسل احدي القنوات الأمريكيه قائلا “من كيف مع خالص احترامي فإن هذا ليس مكانا مثل العراق او أفغانستان، انها مدينة متحضرة نسبيا، بل ان الثياب التى يلبسونها تبين انهم طبقة وسطى ميسورة، انهم يشبهون أى عائلة اوربية فهم حتما ليسوا لاجئين من مناطق تشهد حروبا مثل الشرق الاوسط” .
وانتقلت “الجمهورية والعالم” الي اوروبا لمعرفة رأي المصريين بالخارج عن المشهد وكيف يتطلعون الي تلك التغطية الإعلامية الغربية، وهل يرون عنصرية فيما يتم نشره واذاعته.
من جانبه يتحدث من لندن مصطفى رجب “رئيس اتحاد الكيانات المصرية فى اوروبا” قائلا بأن التغطية الإعلامية حملة موجهة للشحن ضد الروس، اضافة الي جمع تبرعات من الشعب الذي أدرك سريعا كم النفاق وازدواجية المعاير فى التعامل مع نفس القضايا.
وأضاف رجب لـ”الجمهورية والعالم” بأنه يوجد احتلال غير شرعى فى اوكرانيا، كما يوجد ايضا نفس الإحتلال الغير شرعى فى فلسطين، وهناك إمداد بأحدث المعدات الحربية لمقاومة الاحتلال الروسي، فى الوقت الذى هو محرم على الفلسطيني الدفاع عن نفسه وأرضه وتصنيفه بالإرهابي.
وأشار الي ان التعصب العنصري بات واضحا فى مساعدة الأوكرانيين فى الخروج من مناطق الضرب، حيث لا يُسمح إلا لذوى البشره البيضاء فقط بالمغادرة، وما غير ذلك ترفض السلطات ركوبهم فى القطارات، واذا تحدثنا عن بريطانيا تحديدا وقارنا نظرتهم ضد اللاجئين العراقيين والسوريين وحملتهم لتوفير سكن لأوكرانى وحث الإنجليزى علي توفير الدعم لهم، يؤكدون بذلك تشدقهم فقط بكلمات لم يعد لها وجود فى القاموس الانسانى.
واتهم يسرى الكاشف “رئيس مجلس ادارة جريدة DALILI بهولندا” الاعلام بأنه اصبح موجها، منوها الي ضخ المزيد من الأموال لوصف روسيا بدولة معادية للديمقراطية، مشيرا الي اتهام الرئيس الامريكى للرئيس الروسي بأنه “مجرم حرب” يثبت ان أمريكا والغرب اعلام واحد ممنهج، لا يعترفون بالحقيقة.
وطرح الكاشف من خلال بوابة “الجمهورية والعالم” نقاط وأسئلة يجب علي الجميع قرائها والبحث جيدا، لماذا اندلعت الحرب.. هل هى صراع خفى بين أمريكا وروسيا التى ترفض سيادة العالم الا لقطب واحد، ولماذا اتجه حلف شمال الأطلسي شرقا تجاه روسيا..؟ وهل ليس من حقها ان تدافع عن حدودها بعد ان صوبت مدافع وصواريخ حلف الناتو تجاهها.
وانهي الكاشف حديثه قائلا “لاتعترف اوروبا بإصرار أمريكا على اضعاف روسيا واستخدامهم كمخلب القط لتنفيذ سياستها والهيمنة على العالم، فالكيل بمكيالين سياسة اوربية أمريكية ممنهجة”.
وقال الدكتور اشرف الزيات “عضو لجنة الحكماء فى ميلانو” انه في وقت الحروب يكون هناك شد وجذب فى وسائل الإعلام، فالكل يحاول طرح وجهة نظره يدافع عنها على اعتبار انها الحقيقة لاستقطاب اكبر عدد من المشاهدين لتبنى وجهة نظره، مشيرا الي انه لم يعد هناك اعلام محايد وأصبح المال هو سيد الموقف، قائلا “التغطيه الإعلامية فى التلفزيون الإيطالي للحرب لم تكن منصفة، بل انحاز الى جهه معينة مبررا ذلك ان اوكرانيا دولة اوربية، وكان يتحدث بلسان الإعلام الأمريكي”.
واضاف محمد حنوت “رئيس الجمعية الدولية للأجانب في روما” ان كل دولة تتناول الحرب حسب رؤيتها ولكن الغريب ان تسمع رأيا واحدا وهو اتهام روسيا بمحاولة التوسع فى اوروبا متغافلين الحقيقية، وهو ان اوروبا وأمريكا هم من قاموا بتفكيك الاتحاد السوفيتي، بل إتجاه حزب الناتو بضم دولا من اوروبا الشرقية مثل بولندا ورومانيا واوكرانيا التي تقع على الحدود مع روسيا، والذى اعتبرته تهديدا لأمنها القومى، انها محاولة لتغيير الحقائق.
وقال حنوت بأن اوروبا هكذا دائما تتشدق بالديمقرطيه وحقوق الانسان والتى تريد ان تصدرها الى الوطن العربي، وهى لا تؤمن بها فهى لاتعترف بالآخر واحترام رأيه، مشيرا الي انه لم تكن هناك مساحة على البرامج التلفزونية من الجانب الآخر او على الاقل لهم رأي آخر فى الحرب القائمة، بل هي وجهة نظر واحدة متبنية الرأى الامريكى.
يذكر ان اوكرانيا كانت ضمن دول الإتحاد السوفيتى القديم، فهى تقع شرق اوربا، تحدها روسيا من جهه الشرق، بيلاروسيا فى الشمال، وتتكون من٢٤محافظة، حيث اتخذت مدينة كيف عاصمة لها، وهى من اكبر المدن فى الجنوب، وقد استقلت عن الاتحاد السوفيتي بعد تفككه عام ١٩٩١ .
التعليقات متوقفه