محمد بن سلمان يقود السعودية نحو التحضر: فعاليات الرياض الفنية تتحدث
سيلين ديون وجينيفر لوبيز يشعلان أجواء الرياض بأداء استثنائي
الفن والتحضر: بين نهضة السعودية ومحاولات تقييد العقل
كتبت:بريجيت محمد
في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا جذريًا في شتى المجالات، حيث انتقلت من مرحلة الانغلاق الفكري إلى عصر الانفتاح والتحضر.
تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجحت المملكة في إعادة صياغة هويتها الثقافية والاجتماعية لتواكب العالم المتغير، دون التخلي عن جذورها وهويتها العربية والإسلامية.
التحرر من قيود التطرف
لسنوات طويلة، هيمن الفكر الوهابي المتشدد على المجتمع السعودي، مما أدى إلى فرض قيود صارمة على الفنون والثقافة. ومع ذلك، قررت القيادة السعودية مواجهة هذه الأفكار، وبدأت في التخلص من هذا الإرث الثقيل الذي قيد الإبداع وكبح الانفتاح.
اليوم، أصبحت السعودية قبلة للإبداع والفنون، مضيفة للعالم العربي صوتًا جديدًا يتحدث بلغة الفن والتقدم.
الرياض تحتضن الفن العالمي
أبرز مثال على هذا التحول هو المهرجانات الفنية العالمية التي تستضيفها الرياض. مؤخرًا، شهدت العاصمة السعودية حفلات مبهرة شارك فيها نجوم عالميون مثل سيلين ديون، جينيفر لوبيز، وكاميلا كابيو.
هؤلاء النجوم قدموا عروضًا لا تُنسى أثرت في الجمهور وأعادت تعريف المشهد الفني في المملكة.
اللافت في هذه الفعاليات ليس فقط مستوى التنظيم العالي والحضور الجماهيري الكبير، بل أيضًا استقبال الجمهور السعودي لهذه الفعاليات بروح منفتحة ومتقبلة.
لقد أصبحت الرياض منصة للتفاعل الثقافي العالمي، حيث تُعرض فيها الفنون وتُناقش فيها الأفكار بحرية واحترام بعكس دول اخري تعود للخلف بسبب الفكر السلفي الذي ينخر في عظامها.
التحديات أمام التغيير
بالرغم من هذه النجاحات، هناك أصوات تعلو من حين لآخر تنتقد هذه الفعاليات، بحجة أنها تتعارض مع الدين أو “ثقافة البدو” كما يزعمون. يتجاهل هؤلاء المنتقدون أن الفن والثقافة ليسا أعداء الدين، بل هما وسيلتان لتطوير المجتمعات وإثراء القيم الإنسانية.
في الوقت الذي تتحرر فيه السعودية من قيود الماضي، هناك مناطق أخرى، مثل إدلب في سوريا، وفي ليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية ما زالت تعيش تحت وطأة الفكر المتشدد الذي يفرض قوانين تعود بالإنسانية قرونًا إلى الوراء.
هذه المفارقة تجعل من الضروري دعم الجهود التي تقودها المملكة للتصدي للتطرف ولإعلاء صوت الاعتدال.
رسالة للعالم: السعودية نموذج للتحضر
الفن ليس مجرد ترفيه، بل هو وسيلة للتواصل بين الثقافات ولتحفيز الفكر الإبداعي. من خلال استضافة الفعاليات الفنية الكبرى، تثبت السعودية أنها قادرة على قيادة المنطقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث يزدهر الفن جنبًا إلى جنب مع الاقتصاد والتكنولوجيا.
إن ما يحدث في السعودية اليوم هو شهادة على قدرة المجتمعات على التغيير إذا توفرت لها القيادة الحكيمة والرؤية الواضحة.
وبينما يشكر العالم الأمير محمد بن سلمان على هذا التحول، يجب على الجميع، في الداخل والخارج، أن يدركوا أن التقدم لا يقف عند الفن وحده، بل يشمل كل نواحي الحياة.
تحيا السعودية بالفن والإبداع، وليندحر كل من يصر على العيش في ظلام الجهل والتطرف.
اقرأ أيضا:
جدارية الحرية في طهران: صرخة النساء ضد القيود
من نصدق: العلم أم كهنة الأديان؟ بحث فلسفي في التناقض والتكامل