هيئة تحرير الشام تعلن سيطرتها على مدينة حماة بالكامل والجولاني يوجه رسالة للعراق ويدعو لعدم التدخل في الصراع السوري

0 231

تشهد مدينة حماة وسط سوريا تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المدعومة من تركيا، ما أدى إلى عزل المدينة عن شبكة الإنترنت وترك سكانها في حالة ترقب وقلق.

يأتي ذلك في ظل هجوم موسع تقوده “هيئة تحرير الشام” وفصائل معارضة، بينما تواصل القوات الروسية والسورية شن غارات جوية مكثفة لإيقاف التقدم.

اشتباكات عنيفة وحصار خانق

دخلت ميليشيات المعارضة المسلحة أحياء عدة في مدينة حماة، وسط سوريا، في إطار هجوم بدأ قبل ثمانية أيام.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المدينة محاصرة من ثلاث جهات، وأن اشتباكات عنيفة تدور في مناطق استراتيجية مثل تلة زين العابدين والمطار العسكري.

وسائل إعلام سورية رسمية نفت اختراق المدينة بالكامل، لكنها أكدت وقوع مواجهات شرسة على مشارفها الشرقية.

السكان في حالة عزلة

أكد سكان محليون أنهم يعيشون حالة من العزلة بعد انقطاع الاتصالات عبر الإنترنت. يقول محمود، أحد سكان المدينة:

“نحن محبوسون في المنزل ننتظر التطورات… لا نعلم ماذا سيحدث.”

المشهد داخل المدينة يعكس حالة من التوتر والقلق، بينما تتواصل الاشتباكات في مناطق محيطة.

تقدم المعارضة وتدخل دولي

أعلنت الجماعات المسلحة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل “تلغرام”، أنها دخلت أجزاء من حماة وتواصل تقدمها نحو وسط المدينة. ويقود هذا الهجوم “هيئة تحرير الشام” مدعومة من تركيا، إلى جانب الجيش الوطني السوري.

من جانبها، شنت القوات الروسية والسورية غارات جوية مكثفة، ووصفتها وسائل الإعلام الرسمية بأنها “هجمات تركز على الإرهاب”.

موقف تركيا وتصريحات دولية

في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، أكدت أن قواتها تتخذ “إجراءات للحفاظ على الاستقرار” في المنطقة، مع الإشارة إلى الاتفاقيات السابقة مع روسيا وإيران بشأن سوريا.

وفي الوقت ذاته، جددت إيران دعمها للحكومة السورية، حيث قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال اتصال مع نظيره المصري بدر عبد العاطي:

“عودة الإرهاب تهدد أمن واستقرار المنطقة”.

وأكد عبد العاطي دعم مصر لوحدة الأراضي السورية وسيادتها الكاملة.

الوضع الاستراتيجي لحماة

تُعتبر مدينة حماة حيوية بالنسبة للجيش السوري، حيث تشكل حاجزًا استراتيجيًا يحمي العاصمة دمشق. ووفقًا للمرصد السوري، تخوض القوات الحكومية “مقاومة شرسة” لوقف تقدم المتمردين، في حين تستمر العمليات العسكرية والغارات الجوية لتأمين المنطقة.

الفصائل المسلحة تسيطر على حماة والجولاني يوجه رسالة للعراق

بعد إحكام سيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، على أحياء في مدينة حماة، أعلن زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، عبر مقطع فيديو بثته حسابات مقربة منها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المدينة باتت تحت سيطرتهم الكاملة، لتصبح بذلك رابع أكبر مدينة سورية تسقط بيد المعارضة المسلحة.

رسالة إلى رئيس وزراء العراق

في كلمته، وجه الجولاني رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، داعيًا إياه إلى “النأي بالنفس” وعدم السماح لقوات الحشد الشعبي بالتدخل في الصراع الدائر شمال سوريا. كما أكد أن المواجهات المسلحة التي تشهدها المنطقة لن تمتد إلى الأراضي العراقية.

“فتح بلا ثأر”

ووصف الجولاني السيطرة على حماة بأنها “فتح لا ثأر فيه”، في محاولة لتقديم ضمانات للسكان المحليين بشأن الأمان في المناطق الخاضعة للسيطرة الجديدة.

أهمية حماة الاستراتيجية

مدينة حماة، التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن دمشق، تعتبر ذات أهمية استراتيجية كبيرة؛ إذ تعد بوابة لحماية العاصمة دمشق وموقعًا حيويًا على الخريطة السورية.

هجوم مباغت يبدأ من حلب

يأتي هذا التطور بعد أسبوع من هجوم مباغت شنه مقاتلو الهيئة وحلفاؤهم على مدينة حلب، حيث تمكنوا من السيطرة عليها بالكامل، مما دفعهم للتوغل جنوبًا باتجاه حماة.

تصعيد متسارع ومخاوف إقليمية

التصعيد في حماة يزيد المخاوف من انعكاسات إقليمية، خاصة مع تداخل الأطراف الدولية والإقليمية في الصراع السوري. مراقبون يرون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي والعسكري في سوريا..

نظرة عامة

يُعد الوضع في حماة انعكاسًا لتعقيد الأزمة السورية، حيث تتداخل المعارك الميدانية مع الأجندات الإقليمية والدولية.

ومع استمرار العنف، يبقى المدنيون في قلب الأزمة، محاصرين بين أطراف النزاع، في انتظار حل قد يبدو بعيد المنال.

اقرأ أيضا:
تصاعد النزاع في سوريا: المعارضة تتقدم جنوبًا وإيران تدعم الأسد وسط تحذيرات تركيا من إقامة دولة كردية
تركيا وروسيا وإيران.. صراع المصالح يتجلى في معركة حلب
محاولة انقلاب في دمشق والجيش السوري يتصدى للهجمات: استمرار الاشتباكات والأنباء المتضاربة 

Visited 16 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق