سوريا بين المطرقة والسندان: المعارضة تقترب من دمشق بدعم تركي وروسيا تدعو مواطنيها للرحيل

0 199

كتب:بسام السوري

تواصل المعارضة السورية المسلحة، التي بدأت تقدمها من إدلب في 27 نوفمبر، زحفها نحو العاصمة دمشق. القوات المعارضة، التي تضم فصائل جهادية تدعمها تركيا بشكل مباشر، سيطرت على عدة مناطق استراتيجية، بما في ذلك حماة وحمص، وسط تراجع لقوات النظام السوري.

وفي تصريحات صباحية يوم 6 ديسمبر، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن بلاده تدعم هذه المسيرة قائلاً: “لقد وجهنا نداءً للأسد للتعاون حول مستقبل سوريا، لكنه لم يستجب”.
وأضاف: “نأمل أن يستمر التقدم في سوريا دون مشاكل”.

أردوغان يعلن هدف المعارضة السورية الوصول إلى دمشق عقب انتصاراتها العسكرية 

الجيش الروسي يعزز ضرباته الجوية

بينما يواصل المتمردون التقدم، شنّ الطيران الروسي غارات على مواقع المعارضة في حمص لوقف زحفها نحو العاصمة. ومع ذلك، انسحبت القوات الحكومية من عدة مناطق، وسط تقارير عن تقدم المعارضة على بعد خمسة كيلومترات من مدينة حمص.

وأكدت مصادر أن سقوط حمص سيمكن المعارضة من قطع الطريق الرئيسي إلى الساحل السوري، المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.

قوات سوريا الديمقراطية والسيطرة على البوكمال

في تطور آخر، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة) على معبر البوكمال الحدودي في دير الزور، بحسب مصادر عسكرية نقلت عنها “سكاي نيوز عربية”.

يأتي ذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية من المنطقة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومع ذلك، يبقى التحالف المحتمل بين قوات سوريا الديمقراطية والمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا غير مؤكد.

وتشهد العلاقات بين الطرفين توتراً تاريخياً بسبب الخلافات الأيديولوجية والدعم التركي للمعارضة.

تحركات دبلوماسية واجتماعات دولية

أردوغان أجرى مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد خلالها على ضرورة التوصل إلى “حل سياسي شامل”.

من جهة أخرى، من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا في قطر لمناقشة تطورات الوضع السوري ضمن إطار عملية أستانا للسلام، التي انطلقت في 2016.

روسيا تدعو مواطنيها لمغادرة سوريا

على الجانب الروسي، دعت سفارة موسكو مواطنيها إلى مغادرة سوريا فوراً بسبب “الوضع السياسي العسكري المعقد”، بحسب بيان نشر على تطبيق “تيليغرام”. نصحت السفارة الروس باستخدام الرحلات التجارية المتاحة للمغادرة.

إغلاق الحدود وزيادة التوترات الإقليمية

مع تصاعد الأوضاع، أعلن كل من لبنان والأردن إغلاق حدودهما مع سوريا. كما احتل المتمردون الجهاديون معبر نصيب الحدودي في درعا، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني. في المقابل، عزز الجيش الإسرائيلي وجوده على الحدود مع سوريا ونشر قوات إضافية في هضبة الجولان، تحسباً لأي تصعيد.

الجبهة المشتركة: سيناريو محتمل أم مستحيل؟

في الوقت الذي دعا فيه مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إلى “خفض التصعيد وحل المشاكل من خلال الحوار”، شدد أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، على أن الهدف هو “إسقاط نظام الأسد”.

وأوضح الجولاني خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أن الثورة مستمرة وأن جميع الوسائل مشروعة لتحقيق هذا الهدف.

الجولاني: إسقاط الأسد هو الهدف الأساسي لهيئة تحرير الشام

الوضع الإنساني يزداد سوءًا

مع تقدم المعارك وارتفاع حدة النزاع، تتدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة، بينما يبقى مستقبل سوريا غامضاً وسط تنافس دولي وإقليمي يعمق الأزمة ويؤجل الحلول السياسية.

اقرأ أيضا:
هيئة تحرير الشام تعلن سيطرتها على مدينة حماة بالكامل والجولاني يوجه رسالة للعراق ويدعو لعدم التدخل في الصراع السوري
تصاعد النزاع في سوريا: المعارضة تتقدم جنوبًا وإيران تدعم الأسد وسط تحذيرات تركيا من إقامة دولة كردية
تركيا وروسيا وإيران.. صراع المصالح يتجلى في معركة حلب
محاولة انقلاب في دمشق والجيش السوري يتصدى للهجمات: استمرار الاشتباكات والأنباء المتضاربة 

Visited 19 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق