بشار الأسد: 24 عامًا في السلطة ونظام يترنح تحت ضغوط داخلية وخارجية
نظام الأسد يواجه انهيارًا وشيكًا بعد سنوات من الصراعات والمجازر
كتبت:بريجيت محمد
بعد 24 عامًا من الحكم، يبدو أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد على وشك الانهيار.
الأسد، الذي تولى السلطة في عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد، يواجه تزايدًا في الضغوط السياسية والعسكرية التي تهدد حكمه، وسط صراع طال أمده ومزّق سوريا منذ عام 2011.
أعوام من الصراع والدمار
منذ انطلاق ما يُعرف بـ”الربيع العربي” في مارس 2011، أصبحت سوريا مسرحًا لصراعات إقليمية ودولية غير مسبوقة. شهدت البلاد حربًا بالوكالة بين القوى العالمية، تخللتها معارك دامية شنتها الميليشيات المتطرفة والمتمردون على حد سواء.
وعلى الرغم من الدعم الحاسم من إيران وروسيا، بات النظام السوري قريبًا من السقوط وفقًا لتقديرات سياسية حديثة، وهو سيناريو لم يتوقعه كثيرون قبل أسابيع.
الرئيس بشار الأسد، البالغ من العمر 59 عامًا، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، ظل متشبثًا بالحكم على الرغم من العقوبات الدولية والاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
بفضل الدعم العسكري والسياسي من موسكو وطهران، تمكن الأسد من البقاء على رأس السلطة، لكن التحديات الداخلية والخارجية بلغت ذروتها مع تقدم فصائل معارضة مسلحة نحو العاصمة دمشق.
حياة سياسية مضطربة
بعد تخرجه كطبيب عيون في لندن، أصبح بشار الأسد الخليفة المحتمل لوالده إثر وفاة شقيقه باسل الأسد في حادث سيارة عام 1994.
منذ توليه الحكم، حاول الأسد تقديم نفسه كإصلاحي، إلا أن سنوات حكمه شهدت قبضته الحديدية، خصوصًا بعد اندلاع الاحتجاجات السلمية في عام 2011، التي واجهها بقمع دموي.
اتهم النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية وارتكاب مجازر ضد المدنيين، لكنه نجا من محاولات الإطاحة به، مدعومًا بتحالفات استراتيجية مع موسكو وطهران.
في 2019، أُعلنت هزيمة تنظيم داعش في سوريا، لكن البلاد لم تتمكن من استعادة الاستقرار الكامل، وظل النظام تحت وطأة العقوبات الدولية.
العودة إلى الساحة العربية والدولية
رغم العزلة الدولية التي واجهها النظام السوري، أُعيد انتخاب بشار الأسد رئيسًا في 2021 بنسبة تجاوزت 95% من الأصوات في انتخابات وصفتها أطراف عدة بأنها “مهزلة”.
في مايو 2023، عاد الأسد إلى جامعة الدول العربية بعد 12 عامًا من تعليق عضوية سوريا، وشارك في قمة جدة حيث استقبله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تأثير الصراعات الإقليمية على سوريا
يبدو أن الأحداث الإقليمية، لا سيما الحرب التي اندلعت في قطاع غزة في أكتوبر الماضي، والصراع المستمر في لبنان، قد أثرت بشكل مباشر على النظام السوري الهش.
إسرائيل واصلت استهدافها لمواقع في سوريا مرتبطة بحزب الله والحرس الثوري الإيراني، مما زاد من الضغوط على دمشق.
تُعتبر الضربات الإسرائيلية المتكررة والتوترات الإقليمية المتصاعدة ضربة لمحور المقاومة الذي تقوده إيران، خاصة بعد التقارير عن مقتل قادة بارزين في حماس وحزب الله.
حياة شخصية في ظل الأزمات
إلى جانب بشار الأسد، تبرز السيدة الأولى أسماء الأسد، المولودة في لندن.
تزوجت من الرئيس السوري عام 2000، ووصفتها وسائل إعلام غربية سابقًا بأنها “وردة الصحراء”، لكنها تعرضت لانتقادات واسعة بسبب تأييدها القمع الدموي للاحتجاجات.
في مايو الماضي، أعلنت الرئاسة السورية إصابتها بمرض، مما أضاف جانبًا إنسانيًا إلى حياة الأسرة التي تعيش وسط أزمات لا تنتهي.
اليوم، ومع تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية، يبدو أن نظام الأسد يقترب من نهاية حقبته، في ظل تحولات إقليمية ودولية غير متوقعة.
يبقى مستقبل سوريا معلقًا وسط سيناريوهات غير واضحة، لكن الانهيار المحتمل للنظام قد يشكل نقطة تحول في تاريخ البلاد.
اقرأ أيضا:
سوريا بين المطرقة والسندان: المعارضة تقترب من دمشق بدعم تركي وروسيا تدعو مواطنيها للرحيل
هيئة تحرير الشام تعلن سيطرتها على مدينة حماة بالكامل والجولاني يوجه رسالة للعراق ويدعو لعدم التدخل في الصراع السوري
تصاعد النزاع في سوريا: المعارضة تتقدم جنوبًا وإيران تدعم الأسد وسط تحذيرات تركيا من إقامة دولة كردية
تركيا وروسيا وإيران.. صراع المصالح يتجلى في معركة حلب
محاولة انقلاب في دمشق والجيش السوري يتصدى للهجمات: استمرار الاشتباكات والأنباء المتضاربة