ثروة عائلة الأسد تحت المجهر: مليارات متناثرة وحسابات سرية
تقرير: ثروة عائلة الأسد تصل إلى ملياري دولار رغم العقوبات
كتبت:بريجيت محمد
بعد خمسة عقود في السلطة، انهار نظام الرئيس السوري بشار الأسد إثر هجوم واسع النطاق شنّته قوات المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية المتشددة.
تقدّمت القوات المتمردة بسرعة، مستولية على مدن رئيسية، وصولًا إلى العاصمة دمشق التي سقطت في بداية الأسبوع، مما دفع الأسد وعائلته إلى الفرار إلى روسيا طلبًا للجوء السياسي من الرئيس فلاديمير بوتين.
أصول عائلة الأسد ومظاهر الثراء
بشار الأسد، الذي حكم سوريا لمدة 24 عامًا بعد أن ورث السلطة من والده حافظ الأسد، لجأ إلى موسكو مع عائلته.
وعند سيطرة قوات المعارضة على المقر الرئاسي، رصدت العديد من السيارات الفاخرة في المرآب، بما في ذلك سيارات أودي ومرسيدس وفيراري.
تُقدَّر ثروة عائلة الأسد بحوالي ملياري دولار، وفقًا لتقرير قانون جهاز الدفاع الوطني لعام 2022.
وأشار التقرير إلى أن معظم أصول العائلة مبعثرة في حسابات مصرفية، عقارات، وشركات وهمية في ملاذات ضريبية خارج سوريا، مما يصعّب التحقق من قيمتها الفعلية أو مصادرها.
شبكة الفساد والمحسوبية
وفقًا لمنظمات غير حكومية أمريكية، تدير عائلة الأسد شبكة معقدة من المحسوبية تشمل شركات وهمية وواجهات لغسل الأموال من الأنشطة غير القانونية مثل تهريب الأسلحة والمخدرات وابتزاز الحماية.
دور أسماء الأسد في الاقتصاد السوري
تلعب أسماء الأسد، زوجة بشار، دورًا محوريًا في إدارة الثروة والسيطرة على الاقتصاد السوري.
أسّست أسماء شبكة اقتصادية قوية تشمل قطاعات الاتصالات والمنظمات غير الربحية. وتدير الأمانة السورية للتنمية التي تأسست عام 2001 لتمويل مبادرات إنسانية في مناطق النظام.
تداعيات سقوط الأسد دوليًا
أثار سقوط الأسد ردود فعل متباينة عالميًا، حيث تتخوف الدول الغربية من حدوث فراغ في السلطة قد يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء أو صعود جماعات متطرفة.
وعلى الجانب الآخر، يُنظر إلى تغيير النظام على أنه ضربة قوية لكل من روسيا وإيران، الحليفين الرئيسيين لنظام الأسد، فيما ترى الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل أنه مكسب استراتيجي.
مكاسب غربية محتملة
يشير مراقبون إلى أن سقوط الأسد وإضعاف حلفائه قد يعزز موقف الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة.
ووفقًا للمحلل بيل بلاين، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيواجه مشهدًا جيوسياسيًا جديدًا مع تراجع نفوذ المعارضة الدولية وتنامي قوة الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
واختتم بلاين تحليله قائلًا: “رغم المخاطر المحيطة بسوريا الجديدة، يبدو أن ميزان القوى العالمي يتحرك مرة أخرى لصالح الغرب، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة على رقعة الشطرنج الدولية.”
اقرأ أيضا:
تاريخ جديد يُكتب في سوريا: انهيار النظام وفرار الأسد
بشار الأسد: 24 عامًا في السلطة ونظام يترنح تحت ضغوط داخلية وخارجية