هيمنة الدولار في خطر: ترامب يواجه دول البريكس بتهديدات قوية

0 129

ترامب يهدد بفرض عقوبات على دول البريكس: هل يتسارع البديل عن الدولار؟

تصعيد جديد من ترامب تجاه دول البريكس بشأن التخلي عن الدولار

كتبت:سارة غنيم

في خطوة تعكس توترًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا، هدد الرئيس الأمريكي السابق والمستقبلي المحتمل، دونالد ترامب، بفرض عقوبات مشددة على دول مجموعة البريكس إذا اتجهت نحو إنشاء عملة جديدة بديلة للدولار الأمريكي. وشملت العقوبات المحتملة فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% وحظر الوصول إلى الأسواق الأمريكية.

المخاوف من “إلغاء الدولرة”

تهدف مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، ومؤخرًا دولًا جديدة مثل مصر والإمارات وإيران، إلى تعزيز التعاون المالي وإنشاء نظام اقتصادي مستقل بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.

يرى ترامب أن هذا التوجه يمثل تهديدًا مباشرًا للدولار الأمريكي، وهو ما دفعه إلى إطلاق تحذيرات حادة عبر شبكته الاجتماعية “Truth”.

كتب ترامب: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تسعى البريكس إلى التخلي عن الدولار”، مؤكدًا أن العقوبات ستكون الرد الأول على أي خطوة ملموسة نحو إنشاء العملة البديلة.

موقف دول البريكس

رغم التهديدات، حاول وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار تهدئة الأجواء خلال منتدى الدوحة الذي عقد في نيودلهي.

أكد جايشانكار أن المناقشات داخل البريكس تركز حاليًا على تبسيط المعاملات المالية وليس على إنشاء عملة موحدة. وأضاف: “الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لنا، وليس لدينا مصلحة في إضعاف الدولار”.

كما أيد البنك المركزي الهندي هذه التصريحات، مشددًا على أن سياسة تنويع احتياطيات النقد الأجنبي تهدف فقط إلى تعزيز الاستقرار المالي.

تحركات روسيا والصين

على الجانب الآخر، تقود روسيا والصين جهودًا لإضعاف الهيمنة الأمريكية. تعمل بكين على تقليص احتياطياتها من الدولار، مع تحويل جزء كبير منها إلى الذهب والعملات الأخرى، فيما تسعى موسكو إلى تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة بين دول البريكس.

بالإضافة إلى ذلك، تتفق الدولتان على أن الخروج من هيمنة الدولار هو خطوة جيوسياسية بقدر ما هي اقتصادية. فالابتعاد عن النفوذ الأمريكي يُعزز مكانتهما كقوى عالمية منافسة.

البديل عن الدولار: حلم أم واقع قريب؟

ورغم أن فكرة إنشاء عملة بديلة للدولار لا تزال بعيدة عن التطبيق الفعلي، إلا أن التهديدات الأمريكية قد تدفع مجموعة البريكس إلى تسريع جهودها. يرى محللون أن تصريحات ترامب تؤكد مخاوف الدول الناشئة من استخدام الولايات المتحدة قوتها الاقتصادية بشكل مفرط، مما قد يُلحق الضرر بمصالحها الاقتصادية.

في الوقت الحالي، يسيطر الدولار على 59% من الاحتياطيات العالمية، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، مقارنة بـ 70% في بداية القرن. ومع ذلك، فإن دور العملات الأخرى مثل اليوان الصيني لا يزال محدودًا، إذ يبلغ استخدامه في التجارة الدولية حوالي 2% فقط.

عقوبات أم محفزات للتغيير؟

بدلًا من أن تُثني تهديدات ترامب دول البريكس عن مسارها، قد تدفعها نحو تسريع الجهود لإنشاء نظام مالي بديل. وفي حال نجاح هذه الخطوة، فإن الهيمنة الاقتصادية الأمريكية ستواجه اختبارًا غير مسبوق، مما قد يُعيد تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي بشكل جذري

Visited 9 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق