لوس أنجلوس تحترق: الحرائق تلتهم مناطق واسعة وتثير الذعر
حرائق كاليفورنيا: 450,000 شخص بدون كهرباء وخسائر بالمليارات
لا تزال لوس أنجلوس تعيش تحت وطأة الحرائق المدمرة التي التهمت مناطق واسعة من المدينة، حيث وصلت ألسنة اللهب إلى شارع “صن سيت بوليفارد” الشهير في “ويست هوليوود”، وحولت العديد من المعالم إلى كومة من الرماد.
وأفاد السكان بأن النيران دمرت البنوك والمحال التجارية والسوبرماركت التي اعتادوا التردد عليها لسنوات. وارتفع عدد القتلى إلى خمسة أشخاص، مع توقعات بارتفاع العدد في ظل استمرار الحرائق.
إخلاء واسع النطاق وأضرار هائلة
صدرت أوامر إخلاء إلزامية لأكثر من 180,000 شخص، بينما تلقى حوالي 200,000 شخص تحذيرات بمغادرة منازلهم. ووفقًا للسلطات، احترقت أكثر من 12,000 هكتار من الأراضي، وهي مساحة تتجاوز حجم “ديزني لاند”.
كما دمرت آلاف المباني، وانقطع التيار الكهربائي عن 450,000 مستخدم.
حرائق كبرى خارج السيطرة
لا تزال الحرائق الأكبر، مثل حريق “باسيفيك باليسادز” غرب لوس أنجلوس وحريق “إيتون” شمال باسادينا، خارج السيطرة، وفقًا للجهات المختصة.
ومع ذلك، تمكن رجال الإطفاء من احتواء خطر نشب مساء الأربعاء في منطقة “هوليوود هيلز”، حيث كانت النيران تهدد مواقع بارزة مثل مسرح “دولبي” الذي يستضيف حفل توزيع جوائز الأوسكار. أدى هذا إلى تأجيل الإعلان عن الترشيحات لمدة يومين وإلغاء بعض العروض السينمائية.
الرئيس بايدن يتدخل والمشاهير يتضررون
ألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلة إلى إيطاليا لمتابعة الوضع عن كثب، وأعلن عن خطاب موجه للأمة بشأن الحرائق. في غضون ذلك، اضطر العديد من النجوم إلى مغادرة منازلهم، التي دُمرت بالكامل في بعض الحالات.
ومن بين المتضررين فيلات تعود إلى مشاهير مثل باريس هيلتون وأنتوني هوبكنز وماندي مور. وقد تبرع الممثل الحائز على الأوسكار جيمي لي كيرتس بمليون دولار لدعم جهود الإغاثة.
مباني تاريخية في خطر
طالت النيران المنازل التاريخية للكاتبين ليون فويتفانغر وتوماس مان، والتي تحولت إلى متاحف تابعة للحكومة الألمانية، في حين تم إنقاذ “Getty Villa” بفضل الإجراءات الوقائية والإمدادات المائية الكافية.
ورغم تدمير النباتات المحيطة، بقيت صالات العرض وأرشيف المكتبة في المتحف سليمة بفضل أنظمة متطورة لمعالجة الهواء.
انتقادات واسعة لعمدة لوس أنجلوس
تواجه عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، انتقادات لاذعة بسبب غيابها عن المدينة أثناء اندلاع الحرائق، حيث كانت في زيارة إلى غانا ولم تعد إلا يوم الأربعاء. كما أثار قرارها خفض ميزانية إدارة الإطفاء بمقدار 17.6 مليون دولار لصالح برامج دعم المشردين جدلًا واسعًا.
وأفاد السكان بأن نقص المياه في بعض صنابير الإطفاء صعّب السيطرة على الحرائق في عدة مناطق.
شركات التأمين في مأزق
تستعد شركات التأمين لخسائر تقدر بـ10 مليارات دولار نتيجة ارتفاع قيمة الممتلكات المتضررة. وفي تطور مقلق، أعلنت شركات مثل “Allstate” و”State Farm” التوقف عن إصدار وثائق تأمين جديدة في ولاية كاليفورنيا، مشيرة إلى صعوبة تغطية الخسائر في ظل القيود المفروضة على زيادة الأسعار.
وفي العام الماضي، لم تجدد “State Farm” تأمين 72 ألف منزل، فيما فقد 69% من حاملي وثائق التأمين في منطقة “باسيفيك باليسادز” التغطية قبل اندلاع الكارثة.
توقعات الطقس والأمل في السيطرة
تأمل السلطات في أن تسهم التغيرات المناخية المتوقعة، مثل تباطؤ الرياح، في تمكين رجال الإطفاء من السيطرة على النيران المشتعلة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا في تاريخ لوس أنجلوس.