ترامب يكشف خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 100 يوم
هل تنجح خطة ترامب في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا؟
ترامب وخطة السلام في أوكرانيا: رؤية طموحة وتحديات معقدة
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطة لاستعادة السلام في أوكرانيا، مشيرًا إلى إمكانية إنهاء الحرب في غضون 100 يوم.
ورغم تصريحاته السابقة حول قدرته على إنهاء الصراع بسرعة، تواجه خطته تعقيدات كبيرة تتطلب تنازلات من جميع الأطراف المعنية.
رؤية ترامب لتحقيق السلام
ترامب يسعى لتحقيق سلام يلبي بعض مطالب كييف مع تقديم تنازلات محدودة لموسكو، وذلك في إطار توجهه البراغماتي بعيدًا عن الأيديولوجية السائدة في السياسة الخارجية الأمريكية. الخطة تتضمن:
تجميد الجبهة الحالية: بقاء الأراضي المحتلة تحت السيطرة الروسية مؤقتًا.
تخفيف العقوبات الاقتصادية: مع تأجيل مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
تعزيز دفاعات أوكرانيا: استمرار الدعم العسكري عبر قروض بدون فوائد، لتعزيز موقف كييف ودفع روسيا للتفاوض.
فرض رسوم جديدة على روسيا: عائداتها تستخدم لإعادة إعمار أوكرانيا.
ترامب أكد استعداده لفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا رفض الرئيس فلاديمير بوتين الانخراط في مفاوضات السلام، في حين يتمسك بخطاب يحاول إظهار الولايات المتحدة كوسيط قوي دون المساس بمكانتها الدولية.
تناقضات في فريق العمل
نهج ترامب في تعيين المسؤولين أظهر تباينًا ملحوظًا، حيث ضم منتقدين لدعم كييف مثل تولسي غابارد، إلى جانب مؤيدين للدفاع عن أوكرانيا مثل مايكل والتز وماركو روبيو. هذا التباين يعكس براغماتية ترامب ولكنه يثير التساؤلات حول تنفيذ خطته بفعالية.
التحديات الكبرى
من الناحية العملية، يرى الخبراء أن تحقيق السلام يتطلب تنازلات مؤلمة:
تنازلات أوكرانية: قبول فقدان أجزاء من الأراضي لتحقيق الأمن والمساعدات.
ضمانات أمنية: توفيرها قد يتطلب دورًا أمريكيًا مباشرًا أو عبر الناتو، وهو خيار يحمل تعقيدات مع روسيا.
تنازلات روسية: بوتين يواجه ضغوطًا لقبول حلول تبتعد عن أهدافه الأصلية من الغزو.
نهج “أمريكا أولاً”
يرى ترامب أن تحقيق السلام يعزز مكانته كرئيس قادر على حل النزاعات الدولية دون التورط في حروب طويلة الأمد.
وكتب المبعوث الخاص كيث كيلوغ في مقال أن هذه الاستراتيجية ليست انعزالية لكنها تسعى لخدمة مصالح الشعب الأمريكي أولاً، مع تجنب خلق مأزق طويل الأمد لأوكرانيا.
سيناريوهات المستقبل
إذا رفض بوتين المفاوضات، يبدو ترامب مستعدًا لتصعيد الدعم لكييف وزيادة العقوبات على موسكو، وهو سيناريو يُفضل ترامب تجنبه لكنه يبقى خيارًا مطروحًا إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وفي النهاية تسعى خطة ترامب إلى تحقيق توازن دقيق بين مصالح جميع الأطراف، لكن تنفيذها يتطلب توافقات معقدة وسط بيئة سياسية وأمنية شديدة الحساسية.
رؤية ترامب تضع السلام في أوكرانيا كأولوية استراتيجية، لكنها تظل محفوفة بالصعوبات التي قد تعوق تحقيق هذا الهدف.