روسيا تعزز سيطرتها في كورسك ودونيتسك: مكاسب استراتيجية جديدة
زيلينسكي يواجه تحديات متزايدة مع تصاعد الهجوم الروسي
تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم ملموس في ساحة الصراع، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع استراتيجية في مناطق كورسك ودونيتسك، ما يعزز موقعها العسكري ويدفع بالصراع إلى مستويات جديدة من التعقيد.
استعادة السيطرة على قرية نيكولايفو-دارينو في كورسك
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الاثنين 27 يناير، عن استعادة السيطرة على قرية نيكولايفو-دارينو، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، والتي تضم أقل من 150 نسمة.
هذه القرية كانت قد وقعت تحت سيطرة القوات الأوكرانية خلال هجوم عبر الحدود الصيف الماضي، ما شكّل تحديًا للجيش الروسي.
في أعقاب ذلك، أرسلت موسكو تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة كورسك، تضمنت حوالي 50,000 جندي، لاستعادة السيطرة على المنطقة، وهو ما وصفه المراقبون بتحول استراتيجي في إدارة العمليات العسكرية الروسية.
كما أفادت تقارير غير مؤكدة بأن جزءًا من هذه التعزيزات ضم جنودًا من كوريا الشمالية. ومع ذلك، ذكرت تقارير غربية أن حوالي 1000 جندي كوري شمالي لقوا مصرعهم خلال العمليات القتالية في كورسك.
فيليكا نوفوسيلكا.. مكاسب استراتيجية في دونيتسك
في دونيتسك، أعلنت روسيا عن السيطرة على بلدة فيليكا نوفوسيلكا، التي تمثل نقطة دفاعية رئيسية للقوات الأوكرانية. هذه البلدة، ذات الموقع الاستراتيجي، كانت محور قتال شرس خلال الأشهر الأخيرة، حيث تسعى موسكو لإحداث اختراق واسع في دفاعات كييف في منطقة دونباس الشرقية.
ورغم إعلان روسيا عن السيطرة الكاملة على البلدة، أكدت القوات الأوكرانية انسحابًا تكتيكيًا من بعض مواقعها لتجنب محاصرتها، مشيرة إلى استمرار القتال في أجزاء أخرى من المستوطنة.
قلق متزايد في كييف وتحركات جديدة من زيلينسكي
أثار التقدم الروسي قلقًا كبيرًا لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي استبدل للمرة الثالثة خلال عام قائد التشكيل العسكري المسؤول عن الدفاع عن مدينة بوكروفسك المجاورة، التي تعتبر حاليًا في خطر السقوط في يد القوات الروسية.
وفي رسالة فيديو يوم الأحد، أعرب زيلينسكي عن تقديره للجنود الذين يدافعون عن منطقة كورسك والمناطق الحدودية، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على المنطقة العازلة لحماية مدينتي سومي وخاركيف من الهجمات الروسية.
تداعيات جيوسياسية واستراتيجية للصراع
تعد السيطرة الروسية على هذه المواقع، في غضون أيام متتالية، مكسبًا استراتيجيًا يعزز موقف موسكو في الحرب الدائرة، بينما يفرض مزيدًا من الضغوط على المقاومة الأوكرانية.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه موسكو ضخ موارد عسكرية كبيرة لتحقيق أهدافها الميدانية، رغم الظروف الجوية التي تعيق تنفيذ عمليات هجومية واسعة النطاق، وفقًا لتقارير غربية.
صورة أوسع للصراع
تصاعد الأحداث في كورسك ودونيتسك يعكس مرحلة جديدة من النزاع العسكري، إذ تتجه الأنظار إلى كيفية تفاعل الأطراف الدولية مع هذه التطورات، في ظل تصاعد الدعوات لتعزيز الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا، ومخاوف متزايدة من تداعيات الصراع على المشهد الجيوسياسي العالمي.