جدل واسع بعد تصريحات شريف مدكور حول عذاب القبر وحرية الرأي في الدين
ينكر عذاب القبر ويؤكد: "الحساب يوم القيامة فقط"
كتب : خالد محمود
أثار الإعلامي المصري شريف مدكور جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بعدما أبدى رأيه بشأن مسألة “عذاب القبر”، مؤكدًا أن الحساب لا يتم في القبر وإنما يوم القيامة فقط، مستندًا إلى آية قرآنية.
تصريحات مدكور التي أثارت ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض دفعته إلى الرد على منتقديه برسالة قوية عبر حسابه الرسمي على فيسبوك.
في تصريح له منذ يومين، أكد مدكور أن الحساب لا يتم إلا يوم القيامة، مستندًا إلى قوله تعالى: “كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة”، مشيرًا إلى أن الآية قرآنية واضحة لا تذكر أي شيء عن الحساب أو العذاب في القبر. وأضاف مدكور أن الآية لم تذكر أن هناك مكافأة أو عقابًا يحصل عليه الإنسان في القبر، مما يعني وفقًا لرؤيته أن الحساب يكون في الآخرة فقط.
واستجابةً لانتقادات متابعيه، خاصةً بعدما أعربت إحدى المتابعات عن تأييدها لآراء بعض الشيوخ الذين أكدوا على وجود “عذاب القبر”، رد مدكور عليها قائلاً إن بعض الشيوخ قد يكونون على خطأ في تفسيرهم للأمور الدينية. وقال: “بعضهم حيتعذبوا في القبر ويوم القيامة لأن بعضهم يتاجرون بالدين”، في إشارة غير مباشرة إلى من يفسرون الدين لمصالح شخصية.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد تعرض مدكور لهجوم واسع على خلفية تصريحاته، دفعته للخروج مجددًا على حسابه عبر فيسبوك ليرد على منتقديه بشكل صارم.
وقال مدكور في منشوره: “أنا أتكلم في الدين براحتي وأقول اللي أنا عايزه مدام مش بكفر حد”، مؤكداً أنه لن يلتزم بما يفرضه الآخرون عليه في مسألة الإيمان.
وأوضح أنه يبحث ويسعى لزيادة يقينه، متابعًا “أنا مش خروف هَمشي ورا كلام حد، كل واحد يلم نفسه.”
ووجه مدكور في رده رسالة لمتابعيه قائلاً: “أرجوكم، خلي كل واحد في نفسه، والناس اللي بتضحك على الكلام ده، أنتم عيال قوي لأن مفيش في الكلام حاجة تضحك.”
ورغم الهجوم العنيف الذي تعرض له، أصر مدكور على موقفه، مشددًا على أنه لا يتاجر في الدين ولا يحقق منه أي مصالح، وأكد أن الله وحده هو من يحاسب في النهاية.
وبهذا الرد الحاسم، يبدو أن شريف مدكور اختار موقفًا قويًا مدافعًا عن حرية الرأي في الأمور الدينية، في الوقت الذي يثير فيه الجدل حول العديد من القضايا الدينية المثيرة للجدل في المجتمع المصري.
اقرأ أيضا:
الآبائية والكهنوت في ميزان الفكر الحديث: حوار مع الكاتب المغربي يوسف هريمة
الآثار المصرية والنبي موسى: جدل متجدد بين الدين والاكتشافات الأثرية
التيجاني وتأثير الشعوذة والسيطرة على العقول بحجة الروحانية