بين الدعم العسكري وإمكانية نشر قوات.. ماذا دار في قمة باريس حول أوكرانيا؟

ماكرون يجمع قادة أوروبا لحسم الموقف من الحرب الأوكرانية

0 165

كتبت: بريجيت محمد

قمة باريس حول أوكرانيا: دعم كييف ومباحثات أمنية أوروبية في مرحلة حاسمة

عُقدت قمة أوروبية طارئة في باريس لمناقشة التطورات في أوكرانيا، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبمشاركة قادة ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، بولندا، إسبانيا، هولندا، والدنمارك، إلى جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. هدفت القمة إلى تنسيق المواقف الأوروبية بشأن الأزمة الأوكرانية وتعزيز الأمن في القارة.

دعم متواصل لكييف ومخاوف أمنية

سبق القمة اتصال هاتفي بين ماكرون والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، استمر لمدة 30 دقيقة، تناول الوضع في أوكرانيا والمشاورات الأوروبية، إلى جانب المفاوضات الأمريكية الروسية في السعودية.

وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس، عقب مغادرته القمة، أن دعم أوكرانيا مستمر، مشددًا على رفض فرض أي إملاءات عليها، قائلاً: لا يمكن لأوكرانيا أن تقبل كل ما يُعرض عليها، ويمكنها الاعتماد علينا. لا يمكن الفصل بين مسؤوليات الولايات المتحدة وأوروبا، وحلف الناتو موحَّد في موقفه.”

وحول مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا، رفض شولتس مناقشة الفكرة في الوقت الحالي، وهو موقف أيّده رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي أشار إلى أن “الحرب ما زالت مستمرة، ولا توجد شروط بعد للسلام تبرر التفكير في مثل هذه الخطوة”.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، وفقًا لصحيفة الغارديان، أن الدول المشاركة لديها رؤية متقاربة بشأن القضايا الرئيسية، لافتًا إلى ضرورة ضمان مشاركة كييف في أي مفاوضات سلام لضمان حل عادل ودائم.

أوروبا وأوكرانيا: قضية أمن وجودي

أوضح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن مصير أوكرانيا مرتبط بمستقبل أوروبا بأكملها، واصفًا الأزمة بأنها لحظة مفصلية للأمن الأوروبي الجماعي.

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فقد أكدت عبر منصة X أن أوكرانيا تستحق سلامًا مبنيًا على القوة، يحترم استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، مع ضمانات أمنية قوية.

بدوره، شدد الأمين العام لحلف الناتو مارك روته على استعداد أوروبا لتحمل مسؤولياتها في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، قائلًا: مستعدون وراغبون في الاستثمار بقوة في أمننا.”

تحذيرات من تصعيد روسي محتمل

رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن حذّرت من أن روسيا لا تزال تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن أوروبا وحريتها، داعيةً إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. وأشارت إلى ضرورة الاستعداد لاحتمال امتداد الحرب إلى دولة أوروبية أخرى.

وأضافت أن أي اتفاق هدنة قد يخفي وراءه خطرًا أكبر، حيث يمكن أن تستغله روسيا لإعادة حشد قواتها وشن هجوم جديد، مما يجعل السلام الظاهري خطرًا على أوكرانيا ودول أخرى.”

احتمالات نشر قوات أوروبية في أوكرانيا

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، يبحث القادة الأوروبيون إمكانية إرسال قوة ردع إلى أوكرانيا ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح يشمل تشكيل قوة قوامها 25 إلى 30 ألف جندي، لا للانتشار على خطوط التماس، بل للاستعداد للتدخل إذا استأنفت روسيا الحرب. كما يتوقع القادة الأوروبيون دعمًا استخباراتيًا وجويًا أمريكيًا لحماية هذه القوة.

بريطانيا تضغط وألمانيا ترفض

في خطوة لافتة، أعلنت بريطانيا استعدادها لنشر قوات على الأرض لضمان استقرار أوكرانيا في المستقبل، وهو ما اعتُبر محاولة للضغط على الحلفاء الأوروبيين، خصوصًا ألمانيا، التي لا تزال ترفض المشاركة في أي عملية عسكرية ميدانية دون مشاركة أمريكية.

أما بولندا، فقد أكدت أنها لا تعتزم إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو الموقف ذاته الذي تبنته إسبانيا، حيث صرّح وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس بأن السلام لا يزال بعيدًا، وأي حديث عن نشر قوات يجب أن يسبقه تحديد واضح لطبيعة المهمة والولاية التي ستُمنح لها.”

كييف تطالب بدور في مفاوضات السلام

وسط هذه التطورات، دعت أوكرانيا إلى تعيين ممثل خاص للمشاركة في أي مفاوضات محتملة للسلام مع روسيا والولايات المتحدة، وفقًا لما صرّح به إيهور جوفكفا، نائب رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي شدد على ضرورة اتخاذ قرار سريع بعد قمة باريس مباشرة.”

غياب التشيك يثير التساؤلات

على الرغم من دورها البارز في دعم أوكرانيا عسكريًا وإنسانيًا، لم تُدعَ جمهورية التشيك لحضور القمة، وهو ما أثار تساؤلات في براغ.

ونقلت صحيفة نوفينكي عن مصدر حكومي قوله إن استبعاد التشيك ربما يرجع إلى رفضها إرسال قوات إلى أوكرانيا مستقبلًا، رغم أنها تحتضن عددًا كبيرًا من اللاجئين الأوكرانيين، وتلعب دورًا رئيسيًا في إمداد كييف بالذخائر.

أوروبا أمام اختبار حاسم

أكد مستشار الرئيس ماكرون أن القادة الأوروبيين يدركون الحاجة إلى التحرك بسرعة وعدم إضاعة الوقت في مشاورات بيروقراطية بطيئة داخل بروكسل.

وأشار قصر الإليزيه إلى إمكانية توسيع دائرة المشاورات لتشمل دولًا أخرى مهتمة بالسلام والأمن الأوروبي، في وقت تتسارع فيه الأحداث وسط ضغوط متزايدة لاتخاذ قرارات حاسمة حول مستقبل أوكرانيا وأمن القارة بأسرها.

اقرأ أيضا:
الولايات المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول عيد الفصح وسط تحركات دبلوماسية مكثفة

Visited 11 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق