إيطاليا:الإسلام والمسيحية يلتقيان في براتو: صلاة عيد الفطر في فناء كنيسة

ترجمة سارة غنيم 

احتفال مسلمي براتو بنهاية رمضان في أبرشية سان دومينيكو: لحظة حوار وصداقة

احتفل نحو 200 مسلم من الجالية البنغالية في مدينة براتو الإيطالية بنهاية شهر رمضان في فناء أبرشية سان دومينيكو، في بادرة تعكس روح التعايش والحوار بين الأديان. بعد انتهاء الصلاة، توجه الأئمة وأفراد من المجتمع الإسلامي إلى ساحة دومو المركزية لشكر أسقف براتو، المونسنيور جيوفاني نيربيني، على منحهم هذه المساحة للصلاة، واختتم اللقاء بجلسة ودية لتناول القهوة مع الأسقف.

الأسقف نيربيني: “علينا تجاوز الخلافات وبناء جسور التفاهم“

خلال اللقاء، شدد المونسنيور نيربيني على أهمية تعزيز الصداقة والتعايش المشترك، مستشهداً بتعاليم البابا فرنسيس في وثيقته فراتيلي توتي، والتي تدعو إلى المسؤولية المشتركة في بناء عالم يسوده العدل والمحبة والسلام. وأضاف: “يمكننا أن نختار بين الاستمرار في الصراعات والانقسامات، أو أن نتجاوز الماضي ونرى في الآخر فرصة للتعلم والتعايش.”

إتاحة فناء سان دومينيكو للصلاة في عيد الفطر

في الأيام الأخيرة، وافقت أبرشية براتو على تخصيص فناء مجمع سان دومينيكو التاريخي لاستخدامه من قبل الجالية البنغالية خلال احتفالهم بعيد الفطر. ويمثل هذا المجمع، الواقع في قلب المدينة، مساحة تتسع لما يقرب من 500 شخص. وقد بادر المركز الإسلامي البنغالي في براتو بطلب توفير مكان مناسب للصلاة، وهو ما استجاب له الأسقف نيربيني بتخصيص الفناء الداخلي، الذي يُستخدم عادة كموقف للسيارات، ليكون متاحًا للمصلين في هذه المناسبة.

تنظيم الصلاة وفق التقاليد الإسلامية

مع ساعات الفجر الأولى، قام أعضاء المركز الإسلامي بتجهيز المكان بوضع السجاد والحصير، لتهيئته لاستقبال المصلين وفق التقاليد الإسلامية، مع تخصيص مساحة منفصلة للنساء داخل أحد قاعات المجمع. ولم يتم استخدام الكنيسة أو أي من الغرف المخصصة للعبادة المسيحية.

بدأت الصلاة في الساعة 8:30 صباحًا، حيث تلا الإمام آيات من القرآن الكريم، متحدثًا عن أهمية الالتزام بالقيم الأخلاقية والاجتهاد في الحياة اليومية. وعند انتهاء الصلاة، غادر المصلون المكان بشكل منظم، وسط أجواء يسودها الاحترام المتبادل.

دعوة لتعزيز الصداقة والتعاون بين الأديان

في ختام اللقاء، طلب المنسق محمد عجمان حسين من الأسقف إمكانية استخدام مرافق سان دومينيكو في المستقبل لإقامة تجمعات مماثلة. من جانبه، أكد المونسنيور نيربيني استعداده لدعم مثل هذه المبادرات، مشددًا على أهمية بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل. وأضاف: “إذا أحببنا بعضنا البعض، فإن الاختلافات لا تختفي، لكنها تصبح أقل أهمية.”

واختُتمت هذه المناسبة بصورة جماعية أمام كاتدرائية براتو، لتكون شاهدًا على لحظة فريدة من التفاهم والاحترام بين الثقافات والأديان المختلفة.

صحيفة Il Messaggero