فرنسا تبدأ مقاطعة واسعة للشركات الأمريكية احتجاجًا على السياسات التجارية
كوكاكولا وماكدونالدز في مرمى المقاطعة الفرنسية: غضب شعبي يتصاعد
كتبت: بريجيت محمد
فرنسا تقاطع الشركات الأمريكية: احتجاج صامت يتصاعد ضد عمالقة الاقتصاد
تشهد فرنسا موجة احتجاجات صامتة تتجسد في حملة مقاطعة متزايدة للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات، وفي مقدمتها كوكاكولا وماكدونالدز، وسط أجواء مشحونة بالتوترات التجارية بين باريس وواشنطن.
ووفقًا لما نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية، فإن أكثر من 60% من الفرنسيين يؤيدون المقاطعة كوسيلة سلمية للتعبير عن رفضهم للسياسات الأمريكية، لاسيما في ظل القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة، كفرض رسوم جمركية جديدة. ويشمل الغضب الشعبي أيضًا علامات تجارية أخرى كـ ستاربكس، KFC، آبل، مايكروسوفت، تسلا، نايكي، وAirbnb.
دوافع المقاطعة: بين المبدأ والقدرة
تتفاوت دوافع المقاطعة بحسب الفئات الاجتماعية، حيث أظهرت الاستطلاعات أن الداعمين الأبرز للحملة هم من كبار السن وأصحاب الدخول المرتفعة، بينما أبدى الشباب، خاصة من طلاب المدارس والجامعات، تعاطفهم مع الحملة لكنهم عبّروا عن صعوبة التطبيق بسبب محدودية البدائل والأسعار.
وقالت “جايد”، فتاة فرنسية تبلغ من العمر 15 عامًا، خلال مقابلة قرب أحد فروع ماكدونالدز في باريس:
“أفهم أهداف المقاطعة، لكنها خيار لا يمكننا تحمّله كطلاب. الأسعار والخيارات تفرض علينا الواقع.”
بين الشعارات والواقع
على الرغم من الحضور اللافت لحملة المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام هاشتاج #BoycottUSA، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول مدى تأثير هذه الحملات فعليًا على سلوك الشراء. فالكثيرون يبدون تأييدًا نظريًا، لكن التطبيق العملي يظل محدودًا.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الحملات تعكس مزيجًا من الوعي السياسي والاقتصادي، والتعليم، والقدرة الشرائية، وهو ما يجعل تأثيرها متفاوتًا من فئة لأخرى. كما يصفها البعض بأنها رد فعل ثقافي على السياسات الأمريكية، بقدر ما هي اقتصادية.
احتجاج بصمت… ولكن بصوت عالٍ على الإنترنت
في النهاية، يبدو أن الاحتجاج الفرنسي، حتى وإن لم يظهر بشكل صاخب في الشوارع، فإنه يجد صداه في سلوك المستهلك، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى ساحة للتعبير عن الرفض والتضامن مع الحملة، وسط تساؤلات مستمرة حول فعاليتها واستمراريتها.
اقرأ أيضا:
خطر الحرب التجارية يعود مجددًا… والتعريفات تفتح أول شرخ في حكومة ترامب
هل تلوح الحرب في الأفق؟ فرنسا توزع كتيبات إرشادية لمواطنيها