نتنياهو يعود من واشنطن بخُفي حُنين وسط ضغوط أمريكية وقلق من التمدد التركي في سوريا

تركيا تقترب من قواعد سوريا.. ونتنياهو يحذر وترامب يطمئن

0 119

كتبت :بريجيت محمد

عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بلاده خالي الوفاض عقب زيارة عاجلة إلى واشنطن، سعى خلالها لتحقيق تقدم في عدد من الملفات الجيوسياسية الشائكة، أبرزها الرسوم الجمركية، الوضع في غزة وسوريا، والوجود التركي المتزايد في الأراضي السورية، والذي تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا.

وخلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، سعى نتنياهو إلى حشد دعم واشنطن لسياسات إسرائيل في الضفة الغربية، حيث يخطط الاحتلال لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية التي يرى الفلسطينيون أنها قلب دولتهم المستقبلية.

ومع ذلك، بدا أن إدارة ترامب تستخدم ملف الرسوم الجمركية كورقة ضغط لدفع نتنياهو نحو تقديم تنازلات، لا سيما في ملف الحرب المستمرة على غزة.

ضغوط من أجل هدنة في غزة وتحرير رهائن

وبحسب مصادر مطلعة، يضغط ترامب من أجل التوصل إلى هدنة مؤقتة مع حركة “حماس”، تضمن وقف القتال مؤقتًا والإفراج عن عدد من الرهائن، وذلك ضمن إطار تفاوضي أوسع يهدف إلى تخفيف حدة التصعيد العسكري وتحقيق اختراق سياسي في الملف الفلسطيني.

تركيا تثير القلق الإسرائيلي وترامب يطمئن نتنياهو

أحد أبرز الملفات التي ناقشها الطرفان تمثل في العلاقات الإسرائيلية – التركية، لا سيما في ظل نية أنقرة نشر قواتها في قاعدة T4 الجوية ومطار تدمر العسكري وسط سوريا. وبينما عبّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن رغبة بلاده في تجنب أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ترى الأخيرة في الخطط التركية محاولة لإنشاء منطقة نفوذ دائم على الحدود، ما يشكل تهديدًا أمنياً مباشراً.

لكن ترامب خفف من حدة الموقف، مؤكدًا أن لديه “علاقة جيدة” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفًا إياه بأنه “قائد قوي وذكي”، ومشددًا على أهمية تركيا كشريك إقليمي في الجهود الأميركية لإعادة الاستقرار إلى سوريا، وإبقاء النفوذ الإيراني بعيدًا.

مخاوف من عودة أنقرة إلى تحالفات تسليحية متقدمة

وفي الوقت ذاته، أعرب نتنياهو عن قلقه المتزايد من احتمال إعادة تركيا إلى برنامج طائرات F-35، بعدما كانت استُبعدت منه بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية S-400. ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لبلاده، لا سيما في ظل تزايد قدرات سلاح الجو التركي.

إسرائيل تستبق التمركز التركي بقصف قواعد سورية

في هذا السياق، شنت إسرائيل في الأيام الماضية سلسلة من الغارات استهدفت ثلاث قواعد عسكرية في سوريا، أبرزها قاعدة T4، في محاولة واضحة لاستباق التمركز العسكري التركي في تلك المواقع، التي باتت جزءًا من اتفاق دفاعي قيد التفاوض بين أنقرة ودمشق، يهدف إلى تقديم غطاء جوي تركي للحكومة السورية الجديدة في ظل تراجع قدرات جيشها.

ترامب: “يمكنني حل أي مشكلة مع تركيا

وعندما طالب نتنياهو بموقف أميركي أكثر صرامة تجاه أنقرة، رد ترامب قائلاً: “يمكنني حل أي مشكلة مع تركيا، ما دام هناك منطق في ما يتعلق بسوريا”، مما عكس موقفًا أميركيًا أكثر مرونة تجاه الدور التركي في المنطقة.

وفي ختام الزيارة، قال نتنياهو إنه لا يسعى إلى مواجهة مع تركيا في سوريا، مضيفًا: “لا نريد أي صدام مع أنقرة”، في تراجع واضح عن لهجة التصعيد التي سادت سابقًا.

اقرأ أيضا:
تزايد النفوذ التركي في سوريا.. هل يقترب الصدام العسكري مع إسرائيل؟

Visited 14 times, 2 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق