هل “تسمع” النباتات؟ العلم يكشف كيف يؤثر الصوت على نموها

0 18

كتبت :بريجيت محمد

لطالما راود البعض اعتقاد بأن التحدث إلى النباتات يساعدها على النمو بشكل أفضل، لكن هل هذا صحيح من منظور علمي؟ الإجابة تحمل مفاجآت، إذ أظهرت أبحاث حديثة أن النباتات، رغم أنها تفتقر إلى الأذن أو الجهاز العصبي كما في الكائنات الحية الأخرى، قادرة على الاستجابة للمحفزات الصوتية من خلال ما يُعرف بـ”الإدراك الميكانيكي”.

بحسب دراسة نُشرت عام 2014 في دورية Trends in Plant Science، فإن النباتات مثل “الأرابيدوبسيس” – وهو نبات يستخدم كنموذج في علم الأحياء النباتي – أظهرت تفاعلاً ملحوظًا مع اهتزازات ناتجة عن ترددات صوتية معينة.

هذه الترددات حفزت تعبير جينات مسؤولة عن النمو والاستجابة الدفاعية، مما يشير إلى قدرة النباتات على إدراك بيئتها الصوتية بطرق دقيقة.

وفي دراسة أخرى أجراها المعهد الوطني للتكنولوجيا الحيوية الزراعية في كوريا الجنوبية عام 2007، تبيّن أن تعريض نباتات الأرز لموسيقى كلاسيكية عند مستوى 70 ديسيبل وبترددات تتراوح بين 100 و500 هرتز أدى إلى تحسين معدلات الإنبات وزيادة نمو الأوراق.

ويُعتقد أن هذه التأثيرات تحدث من خلال تحفيز أغشية الخلايا النباتية وتنشيط القنوات الأيونية، مما يعزز من عملية التمثيل الغذائي والضوئي.

التأثير لا يقتصر فقط على الصوت، بل يمتد إلى التفاعل مع البيئة. فقد أظهرت تجربة في حدائق “كيو” الشهيرة في لندن أن جذور النباتات تنمو باتجاه مصدر صوت يحاكي جريان المياه، ما يدل على قدرة النباتات على تتبع مصادر الرطوبة عبر الاهتزازات.

ورغم أن التحدث إلى النباتات لا يعني بالضرورة تواصلاً عاطفيًا معها كما هو الحال بين البشر، إلا أن هذا الفعل قد يحمل فوائد غير مباشرة. فالكلام ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون (CO₂) الذي يُعد ضروريًا للنباتات في عملية التمثيل الضوئي. كما أن العناية المصاحبة لهذا التفاعل – كالتدوير نحو الضوء، والري، وتنظيف الأوراق – تسهم جميعها في تعزيز صحة النبات.

خلاصة القول، التحدث إلى النباتات قد لا يكون سحرًا، لكنه يندرج ضمن سلوكيات واعية تؤثر بشكل إيجابي على نموها، عبر محفزات صوتية وبيئية تثير استجابات فسيولوجية معقدة.

 

Visited 4 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق